المتحف المصري الكبير: حين يتحدث الحجر وتنبض الحضارة

بقلم الدكتورة صباح السراج

في قلب التاريخ وعلى مرمى حجر من اهرامات الجيزة، يفتح المتحف المصري الكبير ابوابه للعالم في احتفالية أسطورية يوم 1 نوفمبر 2025، ليعلن عن ولادة أعظم صرح ثقافي مخصص لحضارة واحدة في تاريخ البشرية.

صرح بحجم الحلم

المتحف المصري الكبير حلم بدأ في التسعينات وتحول إلى واقع ملموس بعد أكثر من عقدين من العمل الدؤوب، يمتد على مساحة تفوق 480 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة أمام الجمهور.

موقع المتحف يربط بين الماضي والحاضر:
يقع المتحف عند بداية طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، ويطل مباشرة على هضبة الأهرامات، ليمنح الزائر تجربة بانورامية فريدة تجمع بين عبق التاريخ وروعة العمارة الحديثة.
محتويات المتحف:
قاعات العرض الدائم الضخمة التي تبلغ مساحتها 18 ألف متر مربع، يضم المتحف مجموعة من الخدمات والمرافق التي تجعله وجهة سياحية وثقافية متكاملة:
1- مركز ترميم: يعمل على حفظ وصيانة الآثار وفق أعلى المعايير العالمية.
2- متحف الطفل: مخصص لغرس الوعي الأثري وال نفوس النشء من خلال وسائط متعددة ونماذج تعليمية.
3- المناطق الترفيهية والتجارية: المحال التجارية، المطاعم، الحدائق الخضراء التي تبلغ مساحتها 90 ألف متر مربع.
4- المكتبة المخصصة للمؤتمرات: لخدمة الباحثين والأكاديميين في علم المصريات.
تجربة تفاعلية غير مسبوقة:
لا يقتصر المتحف على عرض القطع الأثرية فحسب، بل يقدم تجربة تفاعلية مدعومة بأحدث تقنيات العرض، من الواقع المعزز إلى الجولات الإرشادية الرقمية، ليعيش الزائر لحظات من الدهشة والانبهار.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير حدث ثقافي؛ إنه مشروع وطني يعكس إرادة مصر في استعادة مكانتها كمركز عالمي للتراث، من المتوقع أن يؤدي المتحف دوراً محورياً في تنشيط حركة السياحة الثقافية في المنطق.
المتحف المصري الكبير يُعد رسالة من مصر إلى العالم أن الحضارة لا تموت، وأن الماضي يمكن أن يكون بوابة للمستقبل، إنه المكان تتحدث فيه الأحجار، وتروي فيه التماثيل قصصًا عن ملوك وفراعنة، عن انتصارات وأسرار، عن حضارة صنعت التاريخ وها هي تعود لتلهمه من جديد.