“الاسكان”..حذف مقبرة سامي البارودي من سجل المباني المميزة

كتبت- إيمان صلاح

القاهرة التاريخية، المباني التراثية القديمة (ومنها مقبرة محمود سامي البارودي)، المواقع الأثرية في مصر، عندما نسمع هذه الكلمات نفخر بكوننا مصريين.

ووجودنا بمدينة من أهم وأكبر المدن التراثية المسجلة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1979، حيث مرت القاهرة التاريخية بعدة تطورات في الجانب العمراني.

المباني الأثرية في القاهرة التاريخية

كما تنوعت القاهرة التاريخية في المعمار من حيث مباني دينية كالجوامع والمدارس والكنائس والمعابد، او مباني خدمية كالحمامات والأسبلة.

وأيضاً مباني تجارية كالخانات والوكالات والأسواق، ثم منشآت حربية كقلعة الجبل وأسوار القاهرة، حتى المبانى جنائزية كالأضرحة والمقابر.

حذف مقبرة البارودي من ضمن المباني التراثية

أصدر المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية قرارا رقم 1045 لسنة 2024.

بحذف 10 مدافن بحي الخليفة والمقطم من سجل المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز وأبرزها مقبرة محمود سامي البارودي.

وجاء هذا القرار رغم إدراج عدد من هذه الأحواش في سجل المبانى والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز.

وفقًا لقرار وزير الإسكان الأسبق “الدكتور عاصم الجزار” رقم 233 لسنة 2023، بإضافة 86 مدفنًا بنطاق حي الخليفة والمقطم، لسجل المبانى والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز لمحافظة القاهرة.

خبير آثار.. “مفيش أثر في مصر اتشال منه طوبه”

أوضح الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامي في مداخلة هاتفية مع الإعلامية فاتن عبد المعبود، عبر برنامج (صالة التحرير) المذاع على قناة صدى البلد، أن هناك فرقاً بين لفظي الأثر والتراث.

حيث أن (الأثر) هو المبنى الذي مر عليه أكثر من 100 عاما وله قيمة فنية وتاريخية، بينما (التراث) هو مبنى تراثي قديم وله رونقه.

كما أكد الكسباني: أن “قبة مستولدة محمد علي باشا بمقابر الامام الشافعي التي تم هدمها ليست أثرا، كما تم هدم عدد من المباني في طريق صلاح سالم وظن الكثير انها مباني اثرية والحقيقة انها ليست آثارا”

موقف نقابة المهندسين من إزالة المقابر

أوضحت نقابة المهندسين”أن هدم المبانى التاريخية وإزالتها إهدار لتراث لا يُمكن تعويضه”.

حيث قررت النقابة تشكيل لجان عاجلة من الخبراء المعماريين المختصين، والتواصل مع كل الجهات المعنية لبحث الأمر وإعداد تقرير شامل.

مقبرة محمود سامي البارودي

تأسس الحوش قبل 200 عامًا تحديدًا قبل الثورة العرابية، ويحتوي على عدد من التركيبات النحاسية المتميزة، التي تضفي عليها طابع التميز من الناحية الفنية.

من هو الملقب ب”رب السيف والقلم”

وُلد البارودي في 6 أكتوبر 1839 في القاهرة، كان والده ضابطا في الجيش المصري برتبة لواء، ثم مات والده وهو في السابعة من عمره.

كما تلقى البارودي دروسه الأولى فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، تعلم مبادئ النحو والصرف ودرس شيئا من الفقه والتاريخ والحساب، حتى أتم دراسته الابتدائية عام 1851.

والتحق وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية سنة 1852، ثم بالمرحلة التجهيزية من المدرسة الحربية المفروزة.

وانتظم فيها يدرس فنون الحرب، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر، وهنا بدأ يظهر شغفا بالشعر العربي وتوسع حتى أصبح رائد الشعر العربي الحديث.

كما تخرج البارودي من المدرسة المفروزة عام 1855 برتبة “باشجاويش” ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطاني.

وانتقل بعد ذلك إلى وزارة الخارجية وسافر إلى الأستانة عام 1857 وظل هناك نحو سبع سنوات حتى 1863.

وكانت مصر في هذه الفترة تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، حيث نشطت الحركة الوطنية وفي هذه الأجواء المشتعلة انطلق البارودي بقصائده للصراخ في أمته ودعوتها للنهوض.

كما أسند الخديوي توفيق الوزارة إلى محمد شريف باشا، فأدخل معه في الوزارة البارودي ناظرا للمعارف والأوقاف.

وأصبح البارودي في منصبه وزيرا للمعارف والأوقاف ثم وزيرا للأوقاف في وزارة رياض باشا حتى سبتمبر 1881.

ثم تولى البارودي نظارة الحربية إلى جانب وزارته للأوقاف، بعد مطالبة حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي بذلك.

وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية مع زيادة رواتب الضباط والجند، لكنه لم يستمر في المنصب طويلا.

وخرج من الوزارة وقدم استقالته في 22 أغسطس 1881 نظرا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي شحن الخديوي ضده.

– توفي البارودي في 12 ديسمبر 1904.