سعاد حسني.. من الطفولة البسيطة إلى لغز نهايتها الماساوية

وُلدت سعاد حسني محمد كمال حسني البابا في 26 يناير 1943 بحي بولاق بالقاهرة، لأسرة فنية ذات أصول سورية. كان والدها محمد حسني البابا خطاطًا شهيرًا، بينما كانت والدتها ربة منزل تهتم بأبنائها الـ 16. عاشت طفولة صعبة بعد طلاق والديها، مما أثر على شخصيتها لاحقًا.

اكتشاف الموهبة والبداية الفنية

لم تتلقَّ سعاد تعليمًا منتظمًا، لكن موهبتها كانت واضحة منذ صغرها. بدأت رحلتها الفنية في الإذاعة مع بابا شارو، ثم جاءت انطلاقتها الحقيقية عندما اكتشفها الشاعر عبد الرحمن الخميسي ورشحها لبطولة فيلم حسن ونعيمة عام 1959، حيث أبهرت الجميع بأدائها العفوي وصوتها الرقيق.

نجومية استثنائية

سرعان ما أصبحت سعاد حسني من أهم نجمات السينما المصرية، حيث تنوعت أدوارها بين الرومانسية، الكوميديا، والتراجيديا. قدمت أفلامًا أيقونية مثل:

خلي بالك من زوزو (1972) – من أنجح أفلامها، وحطم أرقام الإيرادات.

الكرنك (1975) – دور جريء كشف فساد السلطة في فترة سياسية حساسة.

شفيقة ومتولي (1978) – مع أحمد زكي، وتجسيد رائع للمأساة الاجتماعية.

كانت تتميز بخفة ظل طبيعية، جمال نادر، وقدرة تمثيلية جعلتها تنافس كبار نجوم السينما.

حياتها الشخصية والزواج

مرت سعاد بعدة زيجات، أبرزها:

المخرج علي بدرخان (ابن المخرج الكبير أحمد بدرخان)، واستمر زواجهما 11 عامًا.

المخرج زكي فطين عبد الوهاب، لكنه لم يدم طويلًا بسبب ظروفه العائلية.

الكاتب ماهر عواد، وكان زواجها الأخير.

انتشرت شائعات كثيرة حول علاقتها بالمطرب عبد الحليم حافظ، حيث قيل إنهما تزوجا سرًا، لكن الأمر ظل لغزًا حتى اليوم.

المأساة والرحيل الغامض

في أواخر حياتها، ابتعدت عن الأضواء بسبب المرض وزيادة وزنها بعد مشاكل صحية خطيرة. سافرت إلى لندن للعلاج، لكن في 21 يونيو 2001، صُدم الجميع بخبر سقوطها من شرفة شقة في الطابق السادس، مما أدى إلى وفاتها في ظروف غامضة.

رغم إعلان الشرطة البريطانية أن وفاتها كانت انتحارًا، إلا أن عائلتها وأصدقائها أصروا على أنها تعرضت للقتل، وظلت قضيتها لغزًا لم يُحل حتى اليوم.

إرثها الفني والخالد

رغم رحيلها المأساوي، بقيت سعاد حسني رمزًا من رموز الفن الجميل، وما زالت أفلامها تحظى بشعبية واسعة. كانت ممثلة غير عادية، امتلكت قدرة فريدة على التأثير في قلوب المشاهدين، وستظل دائمًا السندريلا التي لا تغيب عن ذاكرة السينما المصرية.