ظاهره المعارضة وباطنه الموالاة.. انتخابات الشيوخ تفضح خبايا حزب العدل

ألقت انتخابات مجلس الشيوخ 2025 الضوء على مواقف متناقضة داخل حزب العدل، بعدما قرر الحزب خوض السباق الانتخابي بقائمة مستقلة، رافعا شعار “التيار المدني الديمقراطي”، في حين اتهمه مراقبون بأنه يمارس المعارضة شكلا فقط.

ووفق متابعون، فإن مشاركة الحزب في الانتخابات إلى جانب أحزاب الأغلبية، أعادت فتح ملف علاقاته الخفية مع دوائر رسمية، وطرحت تساؤلات حول مدى استقلالية قراراته السياسية.

“العدل”.. أين يقف؟

رغم أن الحزب يروج لنفسه كقوة مدنية معارضة، إلا أن أدائه داخل البرلمان السابق ومواقفه من القوانين المثيرة للجدل كانت أقرب إلى الموالاة منها إلى المعارضة الحقيقية، ما عززه التحالف الآخير في القائمة الوطنية الأخيرة.

ويرى مراقبون أن الحزب يستثمر في صورة “المعارضة المتحضرة” لإرضاء الشارع، لكنه لا يصطدم فعليا بمشاكل الشارع التي يأن منها المواطنون، ما ظهر أيضا جليا في الإنفاق الانتخابي الحالي والذي يبدوا وكأن الحزب لديه من الملايين ما يمكن أن ينفقها.

تناقضات في الموقف الانتخابي

مشاركة “العدل” في انتخابات الشيوخ جاءت وسط مقاطعة قوى معارضة بارزة بدعوى انعدام شروط التنافس العادل، ما وضع الحزب في زاوية الإحراج السياسي، ودفع نشطاء إلى وصف موقفه بـ”المتواطئ سياسيا” تحت غطاء المشاركة الديمقراطية.

كما أثارت تصريحات بعض قيادات الحزب حول “أهمية المشاركة لدعم الاستقرار” تساؤلات حول الحد الفاصل بين العمل السياسي المشروع والتماهي مع الخطاب الرسمي.

ما بعد الشيوخ؟

ويرجح محللون أن نتائج انتخابات الشيوخ قد تعيد تشكيل صورة الحزب أمام الرأي العام، سواء عبر كشف حجم تمثيله الحقيقي أو تزايد الضغوط عليه لتوضيح موقفه السياسي بوضوح.