بقلم: د بهلول سالم عميد كلية التربية النوعية جامعة دمنهور
تعقيباً على حادثة مستشفى قويسنا وغيرها من عشرات بل المئات ولا أكون مبالغاً إن ادعيت أنها آلاف من الحوادث والمواقف الحادة التي تفرزها تداعيات الحياة اليومة في مجتمعنا المصري.
أؤكد نحن بحاجة سريعة وملحة إلي إطلاق مشروع قومي طالما دعوت إليه مراراً في كثير من الفضائيات المصرية شعاره” نحو وعي قومي صحيح” نواجه به هذا الذى غزانا من وعي مزيف أنشبت أظفاره في اذهان أغلب الشرائح الاجتماعية، فقيرها وغنيها، عامتها وخاصتها، الصفوة منها و العوام، وعي يقوم جوهره على حتمية تكثيف مقدرات المجتمع الفكرية والثقافية ومنابره الدينية والإعلامية لإعادة توحيد ونشر هوية ثقافية وأخلاقية وإنسانية طالما تفردت بها أمتنا المصرية.
هوية تستلهم مبادئ التفكير العقلاني الناقد والتحليل الواقعي المجرد لما يقع حولنا من حوادث وتداعيات بعيداً عن الانفعالات العمياء وردود الأفعال العارضة التى يندفع نحوها الغوغاء والخنفشاريين ودعاة الفتنة وتعكير السلم النفسي والمجتمعي بين أبناء المجتمع وعى ناقد بصير يحد من سلطة العاطفة ويحد من تحكمها في صناعة المواقف واختلاق الحوادث وكذا حين تناولها و تلقيها أو ترديدها ونشرها على الأقل من باب إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .
وكذا من باب من أفرى الفرى ” أي من أخطر صور الكذب” أن يُرِي الرجل عينيه ما لم تريا أو من باب إذا بليتم فاستتروا وغيرها من التوجيهات والقيم التي تعلى من سلطة العقل والحكمة وتدفع نحو مقاومة سيطرة العاطفة وتحكيم الهوي والاندفاع الأعمى نحو ترويج الاكاذيب واختلاق الأحاديث واصطناع المواقف في كثير من تعاملاتنا اليومية وتناولنا لما يدور من حولنا وفي توجهنا نحو الأخر ورؤيتنا له.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى خلق وعي يؤمن قسراً بضرورة تأصيل المبادئ السماوية التى طالما شددت على قدسية الإنسان وجرمت الاعتداء عليه أو انتهاك حرماته المعنوية قبل المادية. وعى يتبنى ضرورة احترام الإنسان ورعاية الإنسانية وإلزامية الوفاء بحقوقه المكفولة دستورياً وأخلاقياً وإنسانياً خاصة لدى ولاة أمره والقائمين على شأنه فى أمور الدنيا والدين .
وأخص منهم الذين اختصهم الله بالنعم لقضاء حوائج الناس من العاملين في المؤسسات الاجتماعية الخدمية منها والرقابية، من رعاة الخدمات العامة في مؤسساتنا الحكومية والاجتماعية والقائمين على ادارتها وتسيس أمورها بعض النظر عن مواردها أو تدني وضعها الخدمي وضعف إمكاناتها لأنهم يؤمنون بقيمة السعي فى قضاء حوائج الناس وفضل ذلك وثوابه عند الله قبل أجره الشهري أو الخوف من سلطة الرقيب.
نحن بحاجة إلى وعي صحيح يبنى ولايهدم وعي تؤصل مفاهيم وقيم الحق والخير والجمال وغيرها من القيم الإنسانية السماوية والأعراف الخالدة التي تحث على حب الأخر والإحسان إليه وقبوله مهما تقاطعنا معه في سلوك أو اختلفنا معه فى رأي. نقبله ونتقبله في يسره وعسره ونرعاه في شئونه، ونعمل على خدمته وقضاء حوائجه، وإغاثته عند لهفته وتطييب مشاعره حين بؤسه وجبر خاطره واحترامه والتغافل عن اخطائه والتعامل معه بأخلاق الإسلام وأعرافه وقيمه فهي بمثابة علاج نافع لروحه قبل بدنه.
إن أمتنا المصرية اليوم في حاجة إلى جراحة نفسية واجتماعية عاجلة تتبناها عقول ووطنية رصينة واعية وضمائر إنسانية محبة تسارع في إطلاق هذا المشروع القومي العاجل الذي يزلزل بكل عنفوان وجرأة أركان المجتمع بثورة أخلاقية حقيقية تعيد إليه صوابه المفقود ورشده الضال .
ثورة يحدوها و يقوم عليها ويزكى شرارتها دوما الصادقين من حملة الأقلام وأصحاب الرأى السليم والفكر الرصين والكلمة الطيبة، من الوطنيين الشرفاء بعيداً عن سماسرة الوطنية والمتاجرين بمقدرات الوطن وأحلام أبنائه.
لسنا بحاجة اليوم إلى فئام المزيفين والأبواق الناعقة الجوفاء التى لا تحمل منطقاً ولا تُصدِّرُ قيمة ولاتملك وسيلة من إقناع أو قبول، إننا اليوم فى أمس الحاجة إلى جنود حقيقيين من عشان هذا الوطن من الإعلامين المثقفين والكتاب والفنانين واساذة الجامعات والمعلمين والخطباء وغيرهم من شرائح المجتمع الواعي المستنير وما أكثرهم فى أمتنا.
وفوق ذلك كله نحن بحاجة ماسة إلى تبني حتمية تأسيس قواعد اعلامية واعية وإنشاء منابر كلمة مهنية وحرفيه تعي جيداً خطورة الكلمة وتدرك بحق رسالة الاعلام المجردة ودوره الخطر في تشكيل وعي المجتمع وتوجيهه نحو سيادة روح التسامح والمحبة الصادقة للوطن اولاً ثم لجميع فئاته بكل عقلانية وفهم ومصداقية تنال القبول لدي المتلقي، بعيداً عن الغوغائية العمياء والاندفاع الأحمق والجهل المنفر، منابر تتناول الاحداث اليومية الساخنة بشفافية وتجرد وليس وفق رؤي شخصية سطحية مهلهلة تفتقر إلي مصداقية الواقع وفهم طبيعة المتلقي واحترام عقله وثقافته ورؤيته النفسية لواقعه.
إن الحديث في هذا الاتجاه ذو شجون يطول تقصيه وتتسع تفاصيله يكفينا هاهنا الاكتفاء بالإشارة لعلها تولد ملايين العبارات والمواقف والتوجهات العاجلة التي تقوم علي تغيير المناخ الفكري والثقافي و الإنساني العام لأبناء الأمة المصرية دون استثناء لغرس مفاهيم الوطنية الصادقة في نفوس أبناء المجتمع.
تغطية قوية على مدار الساعة
ويقدم موقع "البحيرة اليوم "، تغطية قوية على مدار الساعة، ورصد لأهم الأنباء والأخبار المحلية والعالمية، وتغطية خاصة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث.
كما يتابع "قسم الرياضة بالموقع" أبرز الدوريات العالمية كـ الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، إضافة إلى أخبار الفن والنقابات المختلفة.. فتابعونا.